• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الاحاديث المغيبة : امر النبي بكتابة الحديث

الاحاديث المغيبة : امر النبي بكتابة الحديث

روى الـبخاري في صحيحه ج 1 ص 36 ( فجاء رجل من اهل اليمن فقال : اكتب لي يا رسول اللّه , فـقـال : اكتبوا لابي فلان ) وفي ج 3 ص 95 ( فقام ابو شاه رجل من اهل اليمن فقال اكتبوا لي يا رسول اللّه , فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : اكتبوا لابي شاه قلت للاوزاعي ما قوله اكتبوا لي يا رسول اللّه ؟ قال هذه الخطبة التي سمعها من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ) انتهى ورواه في ج 8 ص 38 ورواه احمد في مسنده ج 2 ص 238 , ورواه مسلم ج 4 ص 110 و111, ورواه ابوداود في ج 1 ص 448 وفي ج 4 ص 34 , ورواه في ص 177 و368.
وجاء في هامش ص 176 ( الذين كتبوا عبد اللّه بن عمرو , وكان عنده صحيفة يسميها الصادقة ) ورواه الترمذي في ج 4 ص 146 , وقال ( هذا حديث حسن صحيح وقد روى شيبان عن يحيى بن ابي كثير مثل هذا ).
ورواه البيهقي في سننه ج 8 ص 52 , ورواه السيوطي في الدر المنثور ج 1 ص 122.
وقـد تقدم في ادلة جمع القرآن من عهد النبي صلى اللّه عليه وآله ان الكتابة كانت امرا مالوفا , وان النبي صلى اللّه عليه وآله كان صاحب ابتكارات في ذلك وقد عقد في مجمع الزوائد ج 1 ص 150 بابا باسم ( باب كتابة العلم ) وروى فيه روايات متناقضة في تحريم التدوين وفي الحث على التدوين منها :
( عـن ابـي هريرة قال ما كان احد اعلم بحديث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مني الا ما كان من عـبـداللّه بن عمرو فانه كان يكتب بيده ويعيه بقلبه , وكنت اعيه بقلبي ولا اكتب بيدي , واستاذن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في الكتابة عنه فاذن له وعن رافع بن خديج قال خرج علينا رسول اللّه صـلى اللّه عليه وسلم فقال : تحدثوا , وليتبوا من كذب على مقعده من جهنم قالوا يا رسول اللّه انا نسمع منك اشياء فنكتبها قال : اكتبوا ولا حرج ).
وعن عبداللّه بن عمرو قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : قيد العلم قلت وما تقييده ؟ قال : الكتابة .
وعن ثمامة قال قال لنا انس : قيدوا العلم بالكتابة رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح .
وعن انس قال شكا رجل الى النبي صلى اللّه عليه وسلم سوء الحفظ فقال : استعن بيمينك .
وعـن ابـي هـريـرة ان رجلا شكا الى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سوء الحفظ فقال : استعن بيمينك على حفظك ).
وهـذه الاحـاديـث كما ترى منسجمة مع حكم العقل , ومع اسلوب الدين الالهي في الكتاب والكتابة وسيرة الانبياء , وسيرة العقلاء في كل العصور والشعوب فهل يقبل منصف الالتفاف عليها وحصرها في حادثة واحدة او اثنتين ؟
متى تم الافراج عن تدوين السنة وكيف ؟
كـان قـرار الفراغ القرآني الذي اتخذه ابوبكر وعمر وعدم اعتماد الدولة لنسخة رسمية موحدة لـلقرآن , قرارا خطيرا لكنه لم يفقد الامة قرآنها والحمد للّه , وان سبب خلا وازمة واختلافات سيئة فيها اما قرارهما تغييب سنة النبي صلى اللّه عليه وآله فقد سبب ضررا فادحا على السنة حيث ضـاع مـنـهـا الـكـثير, وتشوه الكثير, وصارت احاديث النبي صلى اللّه عليه وآله غابة كبيرة من (الاحاديث ) مليئة بالجواهر والحقائق وبالضد والنقيض اللامعقول .
والـضرر الاعظم ان السلطة عندما قررت ان تدون السنة بعد تسعين سنة من وفاة النبي صلى اللّه عـلـيـه وآله لم تقتصر عليها وحدها بل خلطتها في مرسوم التكليف بسنة الخليفة عمر وامرت ان يدونا معا ( اخبرنا اسماعيل بن ابراهيم ابومعمر عن ابي ضمرة عن يحيى بن سعيد عن عبد اللّه بن دينار قال كـتـب عمر بن عبدالعزيز الى ابي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ان اكتب الى بما ثبت عندك من الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وبحديث عمر فاني قد خشيت درس العلم وذهابه انتهى .
وقـد وافق البخاري على هذا المرسوم وطبقه في صحيحه حرفيا , فابرز الخليفة عمر دائما الى جـنب النبي صـدوره ) ليكون في الظاهر محصورا بسنة النبي صلى اللّه عليه وآله 33 :
( بـاب كـيـف يـقبض العلم وكتب عمر بن عبدالعزيز الى ابي بكر بن حزم انظر ما كان من حديث رسـول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فاكتبه فاني خفت دروس العلم وذهاب العلماء ولا يقبل الا حديث الـنـبـي صلى اللّه عليه وسلم ( ) وليفشوا العلم وليجلسوا حتى يعلم من لا يعلم , فان العلم لا يهلك حتى يكون سرا .
محاولات الدفاع عن قرار تغييب السنة
يرجع ما ذكره المدافعون عن قرارات منع السنة وتغييبها الى ثلاثة امور : الاول : ان هـدف الـخـلفاء التثبت في الحديث من الخطا , ومنع حدوث الكذب في التحديث عن النبي صـلـى اللّه عـليه وآله وقد جاء هذا التوجيه على لسان ابي بكر فقط ثم ذكروه في الاعتذار عن الخليفة عمر , ولم يرد في كلامه الا مجملا.
الـثاني : خوف انشغال الناس بالحديث عن القرآن , وقد ذكره الخليفة عمر , ويظهر ان اعتذاره به كان في اوائل خلافته .
الـثالث : الخوف من اختلاط الحديث النبوي بالقرآن وقد اعتذربه الخليفة عمر , ولعل تاريخه في اواخـر خلافته , حيث كثر انتقاد الصحابة لسياسة المنع , وانتشرت مخالفاتهم لقرارات الخليفة , وصارت المسالة حادة .
دفاع ابن حبان
ومـن اقـدم المدافعين عن قرارات الخلفاء بتغييب السنة محمد بن حبان المتوفى سنة 300 , قال في كتاب المجروحين ج 1 ص 33 :
( اخـبرنا عبدالملك بن محمد قال : سمعت عباس بن محمد يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : لو لم نكتب الحديث من ثلاثين وجها ما عقلناه .
قـال ابـو حاتم : فهذا عناية هذه الطائفة ( يعني اخواننا الذين يسمون من عهد معاوية : اهل السنة ) بـحفظ السنن على المسلمين , وذب الكذب عن رسول رب العالمين , ولولاهم لتغيرت الاحكام عن سـنـنـهـا حـتـى لـم يـكن يعرف احد صحيحها من سقيمها , والملزق بالنبي صلى اللّه عليه وسلم والموضوع عليه مما روى عنه الثقات والائمة في الدين .
فـان قال قائل : فكيف جرحت من بعد الصحابة ؟ وابيت ذلك في الصحابة , والسهو والخطا موجود في اصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كما وجد فيمن بعدهم من المحدثين ؟
يـقـال لـه : ان اللّه عـز وجل نزه اقدار اصحاب رسوله عن ثلب قادح , وصان اقدارهم عن وقيعة مـتـنقص وجعلهم كالنجوم يقتدى بهم فالثلب لهم غير حلال , والقدح فيهم ضد الايمان , والتنقيص لاحدهم نفس النفاق , لانهم خير الناس قرنا بعد رسول اللّه بحكم من لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى صلى اللّه عليه وسلم .

 

وان من تولى رسول اللّه ايداعهم ما ولاه اللّه بيانه الناس لبالحري من ان لا يجرح , لان رسول اللّه لـم يودع اصحابه الرسالة وامرهم ان يبلغ الشاهد الغائب الا وهم عنده صادقون جائزوا الشهادة , ولو لم يكونوا كذلك لم يامرهم بتبليغ من بعدهم ما شهدوا منه , لانه لو كان كذلك لكان فيه قدحا في الرسالة وكفى بمن عدله رسول اللّه شرفا وان من بعد الصحابة ليسوا كذلك , لان الصحابي اذا ادى الى من بعده يحتمل ان يكون المبلغ اليه منافقا , او مبتدعا ضالا ينقص من الخبر او يزيد فيه , ليضل به العالم من الناس , فمن اجله ما فرقنا بينهم وبين الصحابه , اذ صان اللّه عز وجل اقدار الصحابة عن البدع والضلال وقال في ج 1 ص 34 :
( ذكر بعض السبب الذي من اجله منع عمر بن الخطاب الصحابة من اكثار الحديث : حدثنا عمر بن محمد الهمداني قال : عن قرظة بن كعب قال : خرجنا نريد العراق فمشى معنا عمر بن الخطاب الى صرار فتوضا ثم قال : اتدرون لم مشيت معكم ؟ قالوا : نعم نحن اصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسـلـم مـشـيـت مـعـنا قال : انكم تاتون اهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل , فلا تصدوهم بـالاحـاديـث جـردوا القرآن , واقلوا الرواية عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم , امضوا وانا شريككم قـال ابو حاتم ( يعني نفسه ابن حبان ) لم يكن عمر بن الخطاب وقد فعل يتهم الصحابة بالتقول على الـنبي ولا ردهم عن تبليغ ما سمعوا من رسول اللّه , وقد علم انه قال ( ليبلغ الشاهد منكم الغائب ) وانه لا يحل لهم كتمان ما سمعوا من رسول اللّه , ولكنه علم ما يكون بعده من التقول على رسول اللّه لانه عليه السلام قال ( ان اللّه تبارك وتعالى نزل الحق على لسان عمر وقلبه ) وقال ( ان يكون في هـذه الامـة مـحدثون فعمر منهم ) فعمر من الثقات المتقنين الذين شهدوا الوحي والتنزيل , فانكر عليهم كثرة الرواية عن النبي ) انتهى .
ومعنى دفاع ابن حبان : انه يفتخر بان طائفته اهل السنة قد اهتموا بتدوين السنة , ولولاهم لضاعت الـسـنـة ولا يـصح الاشكال على الخليفة عمر بانه لم يدون السنة بل نهى عن التدوين , ونهى عن التحديث , وحبس الصحابة بسبب ذلك , واحرق المكتوب , وامر ولاته في ارجاء الدولة الاسلامية ان يمحوا ما كتبه المسلمون وذلك لان الصحابة معصومون , بدليل ان النبي سلمهم امانة الرسالة واوصى بهم والنبي لا ينطق عن الـهـوى , فامره امر اللّه تعالى ونهيه نهيه , ومجرد تزكيته لصحابته وتسليمهم امانة تبليغ رسالته لـلاجـيـال , تجعلهم عدولا معصومين وتجعل عملهم حجة علينا فيجب ان نتبعهم ونقدسهم , سواء دونوا السنة ام حرموا الامة من تدوينها , ام احرقوا المدون منها وسواء رووها ام منعوا من روايتها وعاقبوا من رواها فـان قـال قائل : انهم اختلفوا على آراء متناقضة لا يمكن الجمع بينها , وسب بعضهم بعضا , وحبس بـعضهم بعضا , وتبرا بعضهم من بعض , وقتل بعضهم بعضا , وكفر بعضهم بعضا فهل يعقل ان يعطي اللّه ورسوله امانة الرسالة بيد اناس من هذا النوع ؟ يقول ابن حبان : جوابنا على ذلك انهم جميعا معصومون عن الخطا مهما عملوا , واذا اختلفوا فالحق مـع عمر ومن تبعه لان اللّه اجرى الحق على لسان عمر بعضهم بعضا فيجب علينا ان نتولى عمر ومن رضي عنه عمر وندع الباقين , والسلام والـظاهر ان مقصود اخواننا السنة بكلامهم عن فضائل الصحابة , وعدالة الصحابة , ووجوب حب الصحابة وموالاتهم وطاعتهم , والبراءة ممن ينتقدهم او يبغضهم انما هو الخليفة عمر فقط , لانك عـنـدمـا تـمدح جماعة او تجعلهم اعضاء في هيئة , ثم تقول : ان اختلفوا فالمقدم راي فلان تكون اعـطـيـتـه حق النقض لقراراتهم واعطيته الرئاسة الكاملة عليهم , ويكون مدحك لمجموعهم في الـحقيقة مدحا لفلان بالاصالة وللبقية بالتبع مـعنى قول اخواننا السنة بتسليم امانة الرسالة الى الصحابة : ان اللّه ورسوله قد سلما الرسالة الى الـخـليفة عمر صلى اللّه عليه وآله وهم يودعونه وايدوا راي عمر بمنع النبي من كتابة وصيته وقالوا له ( القول ما قاله عمر وماذا يملك الانسان امام هذه الحالة سوى ان يتذكر حسرة النبي يومذاك وقوله لهم،قوموا عني .
دفاع الذهبي
ومـن اكـثـر المتحمسين في الدفاع عن قرارات منع الخلفاء من الحديث والتدوين , الحافظ الذهبي المتوفى سنة 748 , قال في كتابه تذكرة الحفاظ ج 1 ص 2 :
( 1 ــ ابـوبكر الصديق رضي اللّه تعالى عنه افضل الامة وخليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ان الـصـديـق جمع الناس بعد وفاة نبيهم فقال ( انكم تحدثون عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم احـاديـث تختلفون فيها والناس بعدكم اشد اختلافا , فلا تحدثوا عن رسول اللّه شيئا فـقـولـوا بـيننا وبينكم كتاب اللّه فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه ) فهذا المرسل يدلك ان مراد الصديق التثبت في الاخبار والتحري , لا سد باب الرواية , الا تراه لما نزل به امر الجدة ولم يجده فـي الـكـتاب , كيف سال عنه في السنة فلما اخبره الثقة ما اكتفى حتى استظهر بثقة آخر ولم يقل حسبنا كتاب اللّه كما تقوله الخوارج .
نـعـم فـراس الصادقين في الامة الصديق واليه المنتهى في التحري في القول وفي القبول وقد نقل الحاكم فقال حدثني بكر بن محمد الصيرفي بمرو انا محمد بن موسى البربري انا المفضل بن غسان انـا عـلي بن صالح انا موسى بن عبداللّه بن حسن بن حسن عن ابراهيم بن عمر بن عبيداللّه التيمي حـدثني القاسم بن محمد قالت عائشة جمع ابي الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وكانت خمسمائة حديث فبات ليلته يتقلب كثيرا قالت فغمني فقلت اتتقلب لشكوى او لشئ بلغك ؟ فلما اصبح قال اي بنية هلمي الاحاديث التي عندك فجئته بها فدعا بنار فحرقها , فقلت لم احرقتها ؟ قال خشيت ان اموت وهي عندي فيكون فيها احاديث عن رجل قد ائتمنته ووثقت ولم يكن كما حدثني فاكون قد نقلت ذاك فهذا لا يصح واللّه اعلم ) انتهى .
وقد نسي الذهبي ان شعار ( حسبنا كتاب اللّه ) قبل ان يكون مقولة الخوارج كان مقولة عمر للنبي نفسه صلى اللّه عليه وآله , وان ابابكر وغيره ايدوه , وان ذلك مروي بست روايات في البخاري , وباكثر منها في غيره وماذا يريد الذهبي اكثر صراحة من الحديث الذي رواه هو عن ابي بكر في منع السنة ( ان الصديق جمع الناس بعد وفاة نبيهم فقال : انكم تحدثون عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم احاديث تختلفون فـيها والناس بعدكم اشد اختلافا, فلاتحدثوا عن رسول اللّه شيئا كتاب اللّه فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه ) وهل يسمح لنا الذهبي والذهبيون بان نجيبهم بما رواه الشافعي في مسنده ص 390 وص 420 وفي كتاب الام ج 7 ص 16 و303 :
( عن عبيد اللّه بن ابي رافع عن ابيه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : لا الفين احدكم متكئا عـلى اريكته ياتيه الامر من امري مما امرت به او نهيت عنه فيقول ما ندري ما وجدنا في كتاب اللّه اتبعناه ورواه في كنز العمال ج 1ص 173 ( الا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني وهو متكئ على اريكته فيقول بيننا وبينكم كتاب اللّه فما وجدنا فيه حلالا استحللناه وما وجدنا فيه حراما حرمناه حرم رسول اللّه كما حرم اللّه ).
وفي ص 194 ( عسى احدكم ان يكذبني وهو متكئ على اريكته يبلغه الحديث عني فيقول ما قال ذا رسول اللّه ونعتذر منهم اذا كان كلام النبي هذا ينطبق على موقف الخليفة ابي بكر وعمر ثم قال الذهبي :
( 2 ــ اميرالمؤمنين عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه ابو حفص العدوي الفاروق وزير رسول اللّه صـلى اللّه عليه وسلم ومن ايد اللّه به الاسلام وفتح به الامصار وهو الصادق المحدث الملهم الذي جـاء عـن الـمـصـطفى صلى اللّه عليه وسلم انه قال ( لو كان بعدي نبي لكان عمر ) الذي فر منه الـشـيطان واعلى به الايمان واعلن الاذان قال نافع بن ابي نعيم عن نافع عن ابن عمر قال قال النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم : ان اللّه جعل الحق على لسان عمر وقلبه .
فـيـا اخى ان احببت ان تعرف هذا الامام حق المعرفة فعليك بكتابي ( نعم السمر في سيرة عمر ) فـانـه فـارق فـيصل بين المسلم والرافضي , فواللّه ما يغض من عمر الا جاهل دائص او رافضي فـاجر , واين مثل ابي حفص ؟ فما دار الفلك على مثل شكل عمر , وهو الذي سن للمحدثين التثبت فـي الـنـقل وربما كان يتوقف في خبر الواحد اذا ارتاب , فروى الجريري عن ابي نضرة عن ابي سـعيد ان ابا موسى سلم على عمر من وراء الباب ثلاث مرات فلم يؤذن له فرجع فارسل عمر في اثـره فقال لم رجعت ؟ قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول : اذا سلم احدكم ثلاثا فلم يـجـب فليرجع قال لتاتيني على ذلك بينة او لافعلن بك فـقـلـنا ما شانك ؟ فاخبرنا وقال فهل سمعه احد منكم فقلنا نعم كلنا سمعه فارسلوا معه رجلا منهم حتى اتى عمر فاخبره ( وقد حذف الذهبي بقية الرواية , لان عمر اعترف فيها بجهله ).
احـب عمر ان يتاكد عنده خبر ابي موسى بقول صاحب آخر , ففي هذا دليل عن ان الخبر اذا رواه ثـقتان كان اقوى وارجح مما انفرد به واحد , وفي ذلك حض على تكثير طرق الحديث لكى يرتقى عـن درجة الظن الى درجة العلم , اذ الواحد يجوز عليه النسيان والوهم ولا يكاد يجوز ذلك على ثقتين لم يخالفهما احد.
وقـد كـان عمر من وجله ان يخطئ الصاحب على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله يامرهم ان يقلوا الرواية عن نبيهم ولئلا يتشاغل الناس بالاحاديث عن حفظ القرآن .
وقد روي عن شعبة وغيره عن بيان الشعبي عن قرظة بن كعب قال لما سيرنا عمر الى العراق مشى مـعـنا عمر وقال اتدرون لم شيعتكم ؟ قالوا نعم تكرمة لنا قال : ومع ذلك انكم تاتون اهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل , فلا تصدوهم بالاحاديث فتشغلوهم جردوا القرآن واقلوا الرواية عن رسول اللّه , وانا شريككم ) فلما قدم قرظة بن كعب قالوا حدثنا فقال نهانا عمر رضي اللّه عنه عن ابي هريرة قلت له : اكنت تحدث في زمان عمر هكذا ؟ فقال : لو كنت احدث في زمان عمر مثل ما احدثكم لضربني بمخفقته عـن سعد بن ابراهيم عن ابيه عن عمر حبس ثلاثة ابن مسعود وابا الدرداء وابا مسعود الانصاري فقال قد اكثرتم الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ابن علية عن رجاء بن سلمة قال : بلغني ان معاوية كان يقول عليكم من الحديث بما كان في عهد عمر فانه كان قد اخاف الناس في الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ) انتهى .
والـذهـبـي كما ترى يؤكد على جانب واحد هو ان الخليفة ابابكر وعمر ما عملا الذي عملاه من احـراق احـاديـث الـنبي صلى اللّه عليه وآله ومحوها , ومنع الناس من كتابتها , ومنع الصحابة من تحديث الناس عن نبيهم الا من اجل الحفاظ على سلامة سنة النبي وبقائها ووصولها الى الاجيال وقـد شـحـن كـلامـه بتاجيج عاطفة الحب التي تربى عليها اخواننا السنيون للخليفة عمر, وعلى تـحـريـك بـغـضهم الذي تربوا عليه لاولئك الرافضة الذين لا يقبلون هذه الاعذار, ولا يدركون اسرار الحكمة في عمل الخليفة المسدد من اللّه تعالى في كل اقواله وافعاله لكن بقطع النظر عن الكلام العاطفي : هل يكون موقف الذهبي والذهبيين نفس الموقف اذا وجدوا في تاريخ الانبياء السابقين ان احد الحكام بعد ابراهيم او بعد موسى او بعد سليمان عليهم السلام قد منع امته من تدوين احاديثه وروايتها ؟ بـل مـا هـو مـوقـفهم لو ان عثمان او عليا او حاكما مسلما بعد عمر , منع من رواية احاديث عمر وسـيرته وفتاواه , وعاقب على ذلك بحجة المحافظة على صحتها وسلامتها ووصولها الى الاجيال ؟ وهل سمعتم في التاريخ ان اصحاب نبي منعوا من رواية سنته وتدوينها من شدة حرصهم على سنته وسيرته حتى ضاع ما ضاع منها واختلط صحيحها بمكذوبها ؟ او سمعتم ان ولدا من شدة محافظته على جواهر ابيه وحرصا منه على ايصالها سالمة الى اولاده من بـعده اخفى مكانها ولم يخبر به احدا حتى مات وضاع ما ضاع منها , وحصل ما حصل منها غير سليم ؟ لا ادري باي ذهن يفكر هؤلاء الذين يدافعون عن سياسة تغييب سنة النبي صلى اللّه عليه وآله ومنع روايتها وتدوينها ؟ وهـل يخفى عليهم امر بديهي مثل هذا الامر ؟ ام يتصورون انه كان خافياعلى الخلفاء ؟ كلا ولكنه الـتعصب للاشخاص يعمى عن السواطع , ويصم عن القوارع ثقافة وتربت اجيال ولا حول ولا قوة الا باللّه ايـها الاخ المسلم احبب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله حبا مطلقا غير مشروط اما غيره فاحببهم حبا مشروطا بان لا يصطدم مع بدائه العقل , فاذا اصطدم مع عقلك فكن مع عقلك ومشروطا بان لا يصطدم مع امر النبي ونهيه , فاذا اصطدم فكن مع نبيك ومشروطا بان لا يصطدم مع سنة نبيك وسيرته , فاذا اصطدم فكن مع سنة نبيك وسيرته لقد حملتنا الوراثة اثقالا كبيرة على انها جزء الدين ولا علاقة لها بالدين مسؤول شرعا عن تبرير اعمال الصحابة ومسؤول شرعا ان يتعبد للّه تعالى باقوالهم وافعالهم بينما لـم يـقل ذلك اللّه تعالى ولا رسوله صلى اللّه عليه وآله مستحيل .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page